مهرجان المبدعات العربيات في أولى دوراته بعد الثورة

طباعة

بعد انقطاع طارئ حتمته الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد التونسية العام المنقضي ينتظم مهرجان المبدعات العربيات بسوسة في دورته السادسة عشر، وهي الأولى بعد ثورة 14 جانفي حاملة عنوان «إبداع المرأة العربية بين القيد والحرية» من 26 إلى 28 أفريل 2012 بمشاركة مبدعات وجامعيات وإعلاميات من تونس والعالم العربي.
وقد اقترحت هيئة المهرجان جملة من المحاور المتصلة بموضوع «إبداع المرأة العربية بين القيد والحرية» نذكر من بينها: إلى أي مدى يمكن الاستبشار بمناخ جديد وحقيقي للحريات يدفع بالابداع ويشجع عليه في ظل ما يعرفه العالم العربي اليوم من تحركات شعبية غير مسبوقة تتربص بشتى مظاهر الاستبداد والقمع? وهل كان للمبدعة العربية دور في الدفاع عن الحرية أو أن دورها اقتصر على مدى التاريخ على الاستفادة منها لصياغة المنتج الفني الابداعي?

هل تعتبر المبدعة العربية أن إطلاق الحريات شرط ضروري للخلق الفني أم أنها تدافع على العكس عن قيمة التقييد والتكبيل في تفتيق الموهبة وتفجير القرية الإبداعية?وما هي أصناف الرقابة التي تعاني منها المبدعة العربية? وهل أن القيود المسلطة على إبداعها هي من نفس جنس القيود المسلطة على إبداع الرجال?
وكيف استطاعت المبدعة العربية على مر تجربتها الابداعية أن تتغلب على تقييد الحريات? وما هي الوسائل الفنية التي توسلت بها للإفلات من شباك الرقابة?
كما يبحث المحور الأخير فيما يتعلق بحقوق المرأة، خاصة والثورات العربية لم تفصح بعد عن آثارها الاجتماعية، ومن هذا المنطلق يطرح السؤال : كيف ترى المبدعة العربية مآل الابداع الفني والأدبي إذا سارت الثورات في اتجاه دعم هذه الحقوق وتوسيعها? وكيف تتوقع مآله إذا التفّت الثورات على حقوق المرأة وضيّقت منها?
وتأتي هذه التساؤلات انطلاقا من المفارقة الأزلية التي تميز علاقة الابداع بالحرية وتفاعلا مع ما يشهده العالم العربي من تحولات سياسية عميقة بشرت فيما بشرت به بدعم أكبر للحريات العامة والخاصة وأفرزت طبيعيا، كما هو الشأن في الفترات الانتقالية، مواقف متشددة وسلوكات متطرفة.

 

المصدر : جريدة الصحافة