الحداثة في إبداعات المرأة العربية

طباعة

ورقة العمل

15 -16-17 2010
 الدورة 15

موضوعها: الحداثة في إبداعات المرأة العربية
ينسجم هذا الموضوع مع ما أخذت تشهده المجتمعات العربية منذ عقود قليلة من تحوّلات عميقة شملت في الغالب مختلف الجوانب الحضارية و السياسية و الإجتماعية و النفسية والثقافية و تركت آثارها  جليّة سواء على مستوى أنماط  المعيشة اليومية الفردية أو على مستوى أنماط التفكير و الإنتاج الفنّي و الإبداعي القومي. و لمّا كانت المرأة العربية من أبرز محاور هذه التحوّلات و كانت من جوهر قضايا الحداثة في المجتمع العربي, كان من الحصين أن نرصد أثار التيّار الحداثي في المجتمع الفنّي النسوي. و كان من الوجاهة أيضا أن نفترض أن الحداثة بما هي بلاغة إبداعية جديدة مشغل من مشاغل المبدعات العربيات إمّا بالانتصار لها و الإنخراط في سياقاتها و إمّا بالإعراض عنها و الحرص على مقاومة تجلّياتها.

تعود هذه المواقف الضدّية إلى إلتباس مفهوم الحداثة في ذاته.
فالأصل في المفهوم أن يرادف القطع مع الموروث و معارضة الفكر التقليدي و السابق على خط الزمان للزمان.غير أن ما لاحظه علماء الانتروبولوجيا كفيل بتعديل هذا المفهوم. فحتّى في المجتمعات الأوروبية التي إليها ترد الحركة الحداثية و منها نبعت,لا تنظر إلى الحداثة على أنها تغيير جذري أو ثورة عاصفة بالقديم فهي أشبه ما تكون "بتقاليد الجديد" على حد عبارة بعض الباحثين تدخل في لعبة مراويه مع القدامة دون أن تفقد جوهرها و مبادئها  الأساسية. و يزداد الأمر تعقدا في مجتمعاتنا العربية الثرية بتقاليدها و تراثها العريق حيث تندمج الحداثة و القدامة أحيانا في مصطلح جديد هو الأصالة حتى لا يعرف نصيب الجديد من القديم.
فهل أن للحداثة قوانينها و شروطها التي بمقتضياتها يميز بين الحديث و غير الحديث أم أن الحداثة سمات          و تجليات فحسب؟ كيف تجلّت الحداثة في إبداعات المرأة العربية؟ أكانت حمالة لجماليات جديدة أم أنها عود على بدء كالموضة يتقادم بعضها اثر بعض في سلسلة تحولات دورية تستعيد الأشكال السابقة و المضامين القديمة و تصوغها صياغة جديدة؟ هل للحداثة هدف و غاية أم أنها جمالية تنشد التغيير من اجل التغيير؟ كيف عاشت المبدعة العربية تجربة الحداثة  في إبداعها و بأي مفهوم تمثلت الحداثة اعصفا بالقديم وثوابته أم اكساء للقديم بلبوس الحديث أم نسجها على غير مثال في منتجات إبداعية فردانية لا تسعى إلى تصنيف نفسها في خانات تقابلية ضيقة? ماذا أفرزت الحداثة من إبداع أدبي      و فني؟ ما أثرها على مفهوم الجنس الأدبي؟ ما نتائجها على قواعد الانسجام في الموسيقى؟ بماذا استبدلت قوانين التناظر في الرسم و النحت. أي ميادين الإبداع الصق بالحداثة و أكثر تأثرا بأشكالها... هل يمكن الحديث عن مقومات فن حديث أم أن الفن الحديث لا يتقوم إلا بأنه مغاير للأنماط التقليدية؟
هذه الأسئلة و غيرها نرجو أن يسهم المهرجان في الإجابة عنها, و حتى يتسنى ذلك ارتأت الهيئة العلمية أن تتوزع إشكالية الملتقى على المحاور التالية:
1.    ما الحداثة في التصوّر العربي و ما هي مقوّماتها المفهومية: أمنسجمة مع الحداثة الكونية أم أن لها خصوصياتها  ؟
2.    هل الحداثة في إبداعات المرأة العربية اختيار واع و نهج فنّي مقصود أم أنّها حتمية ثقافية مفروضة أنتجتها مؤسسات النظام الكوني الجديد؟
3.    ماذا أثمرت الحداثة في النسيج الابداعي النسوي أدبا و موسيقى و رسما و نحتا و مسرحا و سينما؟
4.    ماهي مرجعيات الحداثة الابداعية العربية؟ أهي التّراث و أصالته أم الغرب و ثقافته أم مزيج منها فريد؟
5.    ماهي أفاق إبداعات الحديث؟ و إلى أي جمهور يوجّه؟ و ما الصورة التي يرسمها على الأمّة العربية في المشهد الثقافي الكوني؟ و ماهي أفاق الإبداع العربي النسوي الحديث؟.

تم التحديث فى ( الأحد, 08 أبريل 2012 13:34 )